توقع كل من النائب يوسف زينل ومنافسه على مقعد الدائرة التاسعة بالمحافظة الشمالية عباس العماني تكرار سيناريو 2018، وأن يخوضا معًا جولة ثانية في الانتخابات القادمة.
] «الأيام»: سعادة النائب، تغيبت عن الكثير من الجلسات خلال الدورة الماضية، هل سيكون ذلك عائق في حال فزت بالمقعد في الدورة القادمة؟
- زينل: سبب تغيبي إجراء عملية معقدة بالقلب، لكن الحمد لله تحسنت صحتي وأنا الآن بخير وعافية، لكن كنت أتغيب عن بعض الجلسات خلال الفترة المسائية لأن المجلس تحول لمجلس «رغبات»، بسبب الكم الكبير من الاقتراحات برغبة، وفي الواقع أغلبها مجرد «دغدغة» لمشاعر الناس.
] «الأيام»: هل كنت تسجل موقفًا بانسحابك؟
- زينل: نعم وأخبرت الرئيسة بذلك، هناك العديد من الأدوات الأكثر فعالية والتي يمكن للنائب استخدامها، التشريع والمحاسبة والأسئلة جميعها وسائل أقوى، كتلة تقدم قدمت 43 اقتراحًا برغبة، ولا أخفيكم أننا نوقع أحيانًا على بعض الاقتراحات من باب المجاملة.
] «الأيام»: هل كثرة الاقتراحات برغبة مجرد «دغدغة» لمشاعر الناس، أم بسبب عدم إدراك النواب لأدواتهم؟
- زينل: العديد من الناس لا يعرفون معنى «اقتراح برغبة»، ويجب أن تربط بإمكانية تنفيذها خاصة من حيث توافر الميزانيات، هذه أسهل وسيلة في الواقع يلجأ لها النواب، ولابد من توظيف بقية الأدوات.
] «الأيام»: سبق لعباس العماني الترشح في انتخابات 2018، وخضت جولة ثانية مع زينل، ما قراءتك للمرحلة القادمة؟
- العماني: سبق لي أن أكدت بأن المنافسة بيني وبين العم بو بدر منافسة بين التلميذ وأستاذه، قلت ذلك في العام 2018، وأعاود تكراره الآن، وأتمنى أن تستمر المنافسة بيننا، وأن يتفوق على التلميذ على أستاذه.
] «الأيام»: هل تكرار كلمة الأستاذ والعم أبو بدر محاولة للتأثير النفسي على زينل أو الناخبين؟
- العماني: والدي هو من علمني بأن أناديه بالعم أبو بدر منذ أن تعرفنا عليه في عام 2002، هذا الاحترام والتقدير أدبي في الدرجة الأولى وهو حقيقي وليس فيه رسالة سياسية مبطنة.
] «الأيام»: هل نشاطك على مواقع التواصل الاجتماعي دعاية انتخابية مبكرة تمهيدًا لانتخابات 2022؟
- العماني: إذا اعتبر هذا الأمر دعاية فهو أمر جيد، لكن في الواقع أنا شغوف بهذا العمل، وبصرف النظر عن نتائج الانتخابات سأبقى ويبقى صوتي في الساحة السياسية البحرينية في كل الظروف.
] «الأيام»: هناك من يرى بأن بعض مواقفك التي تعتبر عنها من خلال تغريداتك في تويتر «مثيرة للجدل»، ما تعليقك على ذلك؟
- العماني: أنا أحترم جميع الآراء، أحاول أن أكون واقعيًا وقريبًا من نبض الشارع، أشعر بأني واقعي وقريب من نبض الناس.
] «الأيام»: سعادة النائب، كيف تقيم أداءك في المجلس السابق؟
- زينل: هذا السؤال يجب أن يوجه للآخرين، من الصعب أن يقيم الشخص نفسه، لكن عن نفسي أنا راض عن أدائي.
] «الأيام»: كنت النائب الوحيد الذي امتنع عن التصويت على القيمة المضافة، لماذا؟
- زينل: في البرلمان هناك عمل سياسي وتوزيع أدوار، أنا ضد القيمة المضافة، لكن كتلة تقدم ارتأت أن يصوت كل من عبدالنبي سلمان وفلاح هاشم ضد القيمة المضافة، وأن أكون أنا ممتنع، وهذا مجرد تكتيك سياسي لا أكثر ولا أقل.
] «الأيام»: انتقد عباس العماني في وقت سابق أداء النواب، هل أنت قادر على إحداث فارق في حال وصولك للبرلمان؟
- العماني: من حقي كمواطن انتقاد أداء النواب والمجلس بشكل عام وهو أمر طبيعي، وأعتقد أن أي سياسي حصيف ولو كان مفردًا يمتلك قوة تأثير ولو ضئيلة وهو قادر على خلق تكتل مع من ينتمون إليه فكريًا على الأقل حتى إن كان مستقلاً، وقادر على التأثير فيهم وبالتالي سيكون له تأثير داخل المجلس.
] «الأيام»: بصدق، هل عباس العماني امتداد لتيار سياسي أو ديني معين أو هو فعلاً مستقل؟
- العماني: عباس العماني لا ينتمي لأي تيار سياسي أو ديني، كنت وما زلت وسأبقى مستقلاً، مستقلاً، مستقلاً.
] «الأيام»: ولكن ألا ترى أهمية التكتلات لإنجاح العمل البرلماني؟
- العماني: العمل السياسي في كل أنحاء العالم قائم على التكتلات، لكن يمكننا دراسة الحالة الكويتية والذي يسيطر بالمستقلين، وأعتقد أن وصول الكفاءات هو الفيصل في تشكيل التكتلات وإنجاح العمل البرلماني، وبالعودة تاريخًا للسنوات العشر الأولى من عمر المجلس حين كانت تسيطر عليه الأحزاب الإسلامية لم تكن هناك نتيجة فعلية.
نحن أمام استحقاق سياسي هو السادس، ومسؤولية الاختيار الصحيح تقع على عاتق المواطن، وخيارات الناس هي التي ستحدد المشهد السياسي للسنوات الأربع القادمة.
] «الأيام»: ما تعليق أبو بدر على ما قاله العماني؟
- زينل: قد يكون جزء من كلامه صحيحًا، لكني أنحو لإيجاد الأحزاب السياسية كما هو الحال بالنسبة للديمقراطيات العريقة، بغض النظر عما إذا كنا نتفق أو نختلف معها في وجهات النظر فهي جزء من المشهد، حيث نحن بحاجة لتأطير متكامل للوضع السياسي، وفي الواقع البعض يتخوف من كلمة «حزب».
] «الأيام»: ربما يكون مسمى «جمعية» أخف وقعًا على النفس من حزب.
- زينل: هناك اختلاف في المسميات، لكننا نتحدث عن الجوانب العملية كتنظيم، إذا أردنا أن نتحول لديمقراطية عريقة يجب أن تكون هناك أحزاب، هذه وجهة نظري الشخصية، أنا مستقل، والمستقلون مطلوبون، وذلك يعطيني فسحة لأتحرك بحرية، لكن الحزب له برنامج وسياسات وقوة وتأثير، بدون الأحزاب لا تستقيم الديمقراطية.
] «الأيام»: هل كثرة النواب المستقلين تؤدي لحالة فوضى وعشوائية في البرلمان؟
- زينل: قد تعطي حالة من الفوضى، فضلاً عن أن التأثير على المستقل سهل من قبل جميع الأطراف، لكن لو كنت محسوبًا على حزب ستتم معاقبتي وطردي في حال عدم التزامي بتوجيهات الحزب.
- العماني: العم أبو بدر يناقض نفسه حين يقول أنا أترشح مستقلاً وأنا منتمٍ للمنبر التقدمي، هل الترشح مستقلاً يمنحك المزيد من الأصوات بسبب موقف الناس من الجمعيات! ولماذا لا تعلن بأنك تنضوي تحت مظلة كتلة تقدم؟
- زينل: يشرفني أن أكون عضوًا في المنبر التقدمي، لكني في الواقع لست كذلك، ولا يمكن الحديث حول تشكيل تكتل الآن، أنا لست عضوًا رسميًا لكني منبري ويساري الهوى، وأنا أتشرف وأفتخر بهذا الماضي، لكن لدي مراجعات في بعض المواقف والمفاهيم التي لا أتفق فيها تمامًا مع المنبر التقدمي.
] «الأيام»: بصراحة، هل هناك خلاف بينك وبين المنبر التقدمي حاليًا؟
- زينل: لا يوجد خلاف، لكن هناك تباين في وجهات النظر، بالرغم من انضمامي للكتلة بعد سنة في الدورة الماضية، إلا أني اشترطت حفاظي على استقلاليتي.
] «الأيام»: هل يعتبر النائب زينل عباس العماني فعلاً منافسًا له؟
- زينل: مع كل الاحترام والاعتزاز لـ«أبو رقية»، نحن تنافسنا في 2018 بكل روح رياضية من دون شخصنة أو ضرب من تحت الحزام، لكني لست أستاذه، أما موضوع المنافسة فلست أنا أو هو من يقرر ذلك، أهالي الدائرة وصناديق الاقتراع ستحسم، وكما يقال «الي في الجدر يطلعه الملاس»، ويقال أيضًا «هذا الميدان يا حميدان».
أود الإشارة أيضًا إلى أننا وقعنا على ميثاق شرف أعدته الجمعية البحرينية للشفافية، ووجه لهم الشكر أيضًا لمبادرتهم الطيبة في هذا السياق، كما أدعو الجميع للتوقيع على الميثاق.
] «الأيام»: بالنسبة للمترشحين الآخرين المتنافسين بالدائرة، هل لديك أي خلافات؟
- زينل: ليست لدي أي مشكلة مع المتنافسين ولا غيرهم، وأفتخر بأني داعم للمشروع الإصلاحي منذ بدايته حين تم تعييني للجنة العليا لميثاق العمل الوطني، نحن جميعًا نسعى لخدمة هذا البلد وأتمنى الخير للجميع وأن تسير الأمور بسلاسة من دون ضرب تحت الحزام.
] «الأيام»: في الختام، الكلمة الأخيرة للمترشح عباس العماني.
- العماني: في الواقع أتقدم لصحيفة الأيام بالشكر الجزيل، إذ إن هذه المناظرة خطوة إيجابية في الصحافة المحلية، ونحن نؤمن بأن الارتقاء بالتجربة الانتخابية يبدأ من الإعلام المهني، ونتمنى أن نقدم نموذجًا للمنافسة الشريفة وتحقيق ما فيه الخير والصلاح للوطن والمواطنين، وبكل مودة أقول للعم أبو بدر «لكل زمان دولة ورجال».